إعداد: محمود ابومسلم
الشعر الجاهلي هو أصل كلمة -الجاهلية-
يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالسفه والغباء ويرتبط ذلك السفة وهذا الغباء بعصور التعنت والإزدواجية الفكرية أو بالآحري عصور ما قبل الإسلام وذلك يأتي مُطابقاً مُؤيداً لقولة جل عُلاه:
“وقرنَ في ُبيُوتكنّ ولَا تَبَرّجْنَ تَبرجَ الجَاهليّةِ الأولَى ”
والجاهلية الأولى أو العصر الجاهلي يعني تلك الفترة التي سبقت الإسلام ومنه أخذ الشعر المسمى ذاتة.
فالجاهلية التي أطلقت على هذا العصر ليست مشتقة من الجهل الذي هو ضد العلم وإنما هي مشتقة من الجهل بمعنى السفه والغضب كما أشرنا إليه مسبقاً…
فمتي أُبتُدع الشعر الجاهلي؟
إن تحديد زمن العصر الجاهلي عامة والشعر الجاهلي خاصة هو أمر غير معلوم ولم يصلنا منه أي تدقيق لكن ينسب عموماً إلي الفترة التي سبقت الإسلام وهي المدة التي انبرى فيها الموروث الشعري الجاهلي الذي وصل إلينا….
منزلة الشعر الجاهلي…
الشعر مركز الأخبار ومنبع الفخر فالشاعر كان معظماً في قبيلته وتقدم له الهدايا والعطايا وإذ لم نكن نبالغ فحتي القرابين كانت توضع بحزي أقدامة….
فهو لسانه المنافح أمام القبائل وأبيات شعره يكون وقعها أشد من السيف على شرف المرء ومروءته ولكن أن تكون شاعراً فهذا ليس بالأمر الهين فتلك ملكة تحتاج إلى نبوغ أشبه بقوة سحرية أو حتى شيطانية…
فلطالما اعتقد العرب في القديم أن الجن هي من تلقي على ألسنتهم الشعر وتختار الشخص المميز ليقوم بتنفيذ والتلفظ بما تويٰ سلفاً.
فما هي أغراض الشعر الجاهلي؟
نشأ الشعر الجاهلي متأثرا بطبيعة الشاعر الذي يحكي ما يعيشه في بيئته ومحيطه وبالتالي كانت أغراض الشعر الجاهلي تندرج ما بين :
– الوصف : كان الشاعر مرتبطاً بأرضه وباديته فشكل ذلك مادة خصبة لأشعاره ، كذلك كان يترك العنان لخياله في وصف رحلاته وراحلته أو الوقوف على أطلال ذكرى له.
– المدح : كان الشاعر رمز قبيلته ولسانها وبالتالي سخّر هذا اللسان في مدح زعماء قبيلته وساداتها وفرسانها ، وتعدى ذلك لكل من كان يحمل صفات النبل والكرم والإباء.
– الرثاء : كان مديحاً في حد ذاته فكان بطابع بكائي يعدد مثالب الميت ومكارمه ويدعو لأخذ الثأر للمقتول.
– الهجاء : إذا كانت الحروب تقوم على القوة والسيف فإن لسان الشاعر كان أشد منها وقعا لما له من أثر خالد لا يموت ، فالقبائل المتحاربة كانت تتقاتل لسانيا بشعرائها ، كل شاعر يسقي القبيلة العدو سما من الكلمات المخزية ، والمتمكن صاحب النفس الطويل هو من كان يصمد حتى ينتصر لقبيلته.
الفخر : كان الشاعر معتدا بنفسه وقبيلته حيث يرجع إلى أصوله الكريمة فيفخر بأجداده ويعتز بدمائه وشرفه.
الغزل : الحب والعشق شعور ضارب في القدم وعليه فإن الشاعر أحب وعشق المرأة ، فنسجت قريحته ديباجة تحوي أرق الأبيات وأجودها ، مع العلم أن الغزل كان عفيفا في بعض جوانبه وماجنا في البعض الآخر.
-وبالاضافة إلى هذه الأغراض المشهورة فقد كان الشاعر يفخر بسهراته الماجنة التي يُنشد ويتغني فيها بشرب الخمر والعهر والعربدة….
-وعلى النقيض كان هنالك شعراء الزهد و الحكمة الذين يدعون إلى التفكر في الحياة وزوالها والتحلي بمكارم الأخلاق وحلوها…..